كيف يتأهل محاربو الصحراء الى الدور الثاني في المونديال؟

هل يمكن أن يفعلها محاربو الصحراء ويتأهلون الى الدور الثاني في المونديال في مجموعتهم التي تضم الإنجليز والأمريكان ومنتخب سلوفينيا ؟

السؤال لا يحمل في طياته شعورا جارفا بالتفاؤل بقدر مايحمل أملا وحلما يمكن تحقيقه بكثير من الجهد والحظ والتوفيق..فالمنتخب الجزائري مثلا إنتزع بطاقة التأهل من الفراعنة بعد أن راهن الجميع على أن بطاقة المجموعة محجوزة للمصريين منذ أوقعتعهما القرعةفى مجموعة واحدة، وبعيدا عن أحداث مباراتي القاهرة وأم درمان فأن المنتخب الجزائري فاز بملعبه في الجولة الأولى على منتخب مصر بثلاثة أهداف عن جدارة وإستحقاق، هذا الأنتصار لم يتحقق”بالتفاؤل” وحده بل باللعب والجدية والإصرار..والأمل !

والذين يشعرون بالإحباط من نتائج المنتخب الجزائري الأخيرة في كأس أمم أفريقيا يقفزون فوق حقيقة شديدة الأهمية وهي أن المركز الرابع في انجولا يعدإنجاز لفريق غاب طويلا عن البطولة القارية الأفريقية ،ومن يتذكر خسارة الجزائر من مالاوى ومن مصر عليه أيضا أن يتذكر العرض الأسطوري الذى قدمه الأخضر أمام كوت ديفوار ونجاحهم فى تحويل التأخر أمام فريق عنيد وقوى الى فوز عن جدارة وإستحقاق اضافة الى فوزهم على مالي في الدور الأول.

وإذا كانت الهزيمة الأخيرة أمام صربيا وديا هي أخر ماشهد جمهور الخضر فالحقيقة المؤكدة أن المباريات الودية مهما بلغت قيمتها وأهميتها لايمكن الاعتداد بها كثيرا، فالألمان أحد المرشحين الدائمين للقب خسروا أمام منتخب التانجو وفرنسا خسرت أمام أسبانيا وأبطال العالم 2006 لم يحققوا أفضل من التعادل السلبي مع الكاميرون، وإذا ذهبنا الى الوراء حيث التصفيات نفسها نتذكر كيف عانى البرازيليون بقسوة في بداية المشوار بينما عانى منتخب التانجو فى النهاية ولم يحسم ورقة تأهله الا فى الدقائق الأخيرة من الجولة الأخيرة أمام أوروجواي .

لكن في كل المرات التي حقق فيها المنتحب الجزائري نتائج مبهرة كان هناك فتى أسطورى يتألق ويملع بموهبته الفذه وقدراته الفائقة هو الظهير الأيسر الخطير نذير بلحاج، أنه دائما مفتاح الخطورة الجزائرية، وعندما يلمع نذير ويكون في قمة عطائه فأن المحاربين يملكون القدرة على تشكيل خطورة حقيقية على مرمى أي فريق مثلما فعل أمام الفراعنة في الجزائر وأمام كوت ديفوار في أنجولا.

ولايجب أن يكون نذير فقط فى قمه لمعانه أثناء مباريات المونديال، يجب أن يكون الهداف الخطير كريم مطمور أيضا موفقا وخطيرا وقادرا على هز الشباك،وأن يكون في قمة التفاهم مع رفيق صايفي وأن يكون بو قرة وعنتر يحيى وحليش في قمة الحذر ويمتنعون تماما عن الوقوع في الأخطاء الساذجة.
وقبل أقل من مائة يوم على موعد بداية المونديال يقفز السؤال هل يحقق منتخب الخضر الحلم المستحيل ويتأهلون الى الدور الثاني ؟
من المؤكد وبعيداعن التوقعات والحسابات والمقارنات، عندما يكون نجوم المنتخب الجزائري على المستوى الفردي والجماعي في قمة عطائهم الفني والنفسي والبدني في المونديال سيكون على المدير الفني رابح سعدان أن يضع حسابات دقيقة لما يسعى لتحقيقه في كل مباراة باعتبار أنه من المنطقى أن تكون البطاقة الأولى محجوزة للإنجليز لكن البطاقة الثانية سيكون للجزائريون حظوظا لن تقل عن حظوظ سلوفينيا وامريكا فيها وهو ما يستدعى دراسة فنية شاملة وواضحة من المدير الفني للمنافسين لأن إنتزاع البطاقة يتطلب الفوز على أحد الفريقين والتعادل على الأقل مع الفريق الثاني..أي أربع نقاط على الأقل، وفي النهاية المهمة ليست مستحيلة وعندما نعود بالذاكرة للوراء في مونديال 1982 ونتذكر ما فعله نجوم الخضر في المونديال أمام المانيا سوف ندرك جيدا ان المهمة ليست مستحيلة وكل الأحلام مشروعة.